الثلاثاء، ٢٠ أكتوبر ٢٠٠٩

يارب سامحنى


سجدت لله في أعماق البحرالمظلم

أروي لكم قصتي هذه وهي قصة واقعيةوأملي أن تنشر في الانترنت بشكل عام

كنت شاباً أظن أن الحياة ॥ مال وفير ॥ وفراش وثير ॥ ومركب وطيء وكان يوم جمعة ॥ جلست مع مجموعة من رفقاء الدرب على الشاطئ وهم كالعادة مجموعة من القلوب الغافلة سمعت النداء حي على الصلاة ॥ حي على الفلاح أقسم بالله أني كنت اسمع الأذان طوال حياتي .. ولكني لم أفقه يوماً معنى كلمة فلاح طبع الشيطان على قلبي .. حتى صارت كلمات الأذان كأنها تقال بلغة لا أفهمها كان الناس حولنا يفرشون سجاداتهم .. ويجتمعون للصلاة ونحن كنا نجهز عدة الغوص وأنابيب الهواء استعداداً لرحلة تحت الماء لبسنا عدة الغوص .. ودخلنا البحر .. بعدنا عن الشاطئ حتى صرنا في بطن البحر كان كل شيء على ما يرام .. الرحلة جميلة وفي غمرة المتعةفجأة تمزقت القطعة المطاطية التي يطبق عليها الغواص بأسنانه وشفتيه لتحول دون دخول الماء إلى الفم ولتمده بالهواء من الأنبوب .. وتمزقت أثناء دخول الهواء إلى رئتيوفجأة أغلقت قطرات الماء المالح المجرى التنفسيوبدأت أموتنعم بدأت أموت ورئتي تستغيث وتنتفض .. تريد هواء .. أي هواء أخذت اضطرب .. البحر مظلم .. رفاقي بعيدون عني بدأت أدرك خطورة الموقف .. إنني أموتبدأت أشهق .. وأشرق بالماء المالح بدأ شريط حياتي بالمرور أمام عيني مع أول شهقة .. عرفت كم أنا ضعيف بضع قطرات مالحة سلطها الله علي ليريني أنه هو القوي الجبار آمنت أنه لا ملجأ من الله إلا إليهحاولت التحرك بسرعة للخروج من الماء .. إلا أني كنت على عمق كبير ليست المشكلة أن أموت .. المشكلة كيف سألقى الله ؟!؟ إذا سألني عن عملي .. ماذا سأقول ؟ أما ما أحاسب عنه .. الصلاة .. وقد ضيعتها تذكرت الشهادتين .. فأردت أن يختم لي بهما فقلت أشهـ .. فغصَّ حلقي .. وكأن يداً خفية تطبق على رقبتي لتمنعني من نطقها حاولت جاهداً .. أشهـ .. أشهـ .. بدأ قلبي يصرخ ربي ارجعون .. ربي ارجعون .. ساعة .. دقيقة .. لحظة .. ولكن لا محالة بدأت أفقد الشعور بكل شيء .. أحاطت بي ظلمة غريبة هذا آخر ما أتذكر لكن رحمة ربي كانت أوسع فجأة بدأ الهواء يتسرب إلى صدري مرة أخرىانقشعت الظلمة .. فتحت عيني .. فإذا أحد الأصحاب يثبت خرطوم الهواء في فمي ويحاول إنعاشي .. ونحن مازلنا في بطن البحر رأيت ابتسامة على محياه .. فهمت منها أنني بخير عندها صاح قلبي .. ولساني .. وكل خلية في جسدي أشهد أن لا إله إلا اللهوأشهد أن محمد رسول الله خرجت من الماء .. وأنا شخص آخر تغيرت نظرتي للحياة أصبحت الأيام تزيدني من الله قرباً .. أدركت سرَّ وجودي في الحياة .. تذكرت قول الله( إلا ليعبدون ) صحيح .. ما خلقنا عبثاً مرت أيام .. فتذكرت تلك الحادثة فذهبت إلى البحر .. ولبست لباس الغوص ثم أقبلت إلى الماء .. وحدي وتوجهت إلى المكان نفسه في بطن البحر وسجدت لله تعالى سجدة ما أذكر أني سجدت مثلها في حياتي في مكان لا أظن أن إنساناً قبلي قد سجد فيه لله تعالى عسى أن يشهد علي هذا المكان يوم القيامةفيرحمني الله بسجدتي في بطن البحر ويدخلني جنته اللهم أميناللهم اجعل هذا النقل خالصا لوجهك الكريم.
(منقول )


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق